هذه هي الحياة منذ زمنٍ بعيد جداً كان الإمبراطور يُحدّث أحد الفرسان بالقصر، فقال الإمبراطور للفارس: اركب حصانك واجرِ به قدر المستطاع، وعند آخر نقطة تقف فيها ستصبح كل الأراضي التي جريت عليها ملكاً لك، فامتطى الفارس جواده وانطلق بأقصى ما يستطيع من سرعة ولم يتوقف نهائياً للراحة، لأنه بمجرد أن يتوقف سينتهي العرض، فظلّ يجري ويجري مهما شعر بالجوع أو العطش أو الإرهاق لم يبالِ بذلك، حتى أعياه التعب وأصبح غير قادر على الحركة بسبب الإرهاق والجوع، والعطش والألم. صحيح أنّه قطع مسافةً طويلة جداً أكثر مما كان يتوقع، لكنه أصبح في حالة احتضار، إنّه بالفعل يموت، فقال في نفسه: لماذا بذلك كل هذا الجهد؟ لماذا ضغطت على نفسي بهذا الشكل؟ لماذا دفعت نفسي لتغطية أكبر مساحة ممكنة، في حين أنني الآن أموت ولا أحتاج إلّا لمساحة صغيرة لأدفن بها، ثمّ مات الفارس!! هذه هي الحياة .
ندفع بأنفسنا طوال حياتنا لصنع المزيد من المال، المزيد من التوفير، إذا غطّينا احتياجاتنا الأساسية، سعينا لتلبية حاجاتنا الكمالية، وإذا غطّينا حاجاتنا الكمالية سعينا لتغطية الرفاهيات، إذا نظرنا خلفنا في يوم ما سنجد أنّنا لم نفعل شيئاً، وكأنّ الحياة كلها ما هي إلا ملذات و متاع، اعملوا ليومٍ لن ينفعكم فيه الحصان، ولا أراضي الإمبراطور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق